معلومات ضرورية للتصرف في الساعات الـ 72 الأولى بعد التعرض لعنف جنسي

هل ما تعرضت له يعتبر عنفًا جنسيًا؟

“العنف الجنسي” هو مجموعة ممارسات وأفعال ذات طابع جنسي تمارَس تجاه شخص دون إرادته أو موافقته الحرة. تشمل هذه التقبيل، المعانقة، لمس الأعضاء الجنسية أو الصدر، الالتصاق أو الاحتكاك، الانكشاف\التعرّي، الاستمناء، وفرض إقامة علاقة جنسية من أي نوع أو شكل.

الحالات التي تندرج تحت تعريف العنف الجنسي: إن تواجدت في موقف جنسي دون رغبتك الحرة؛ إن أردت الأمر في البداية ثم غيرت رأيك ولم يحترم الطرف الآخر ذلك؛ إن أجبرت على القيام بأفعال جنسية أو فرِضَت عليك دون موافقتك أو تحت التهديد؛ إن كنت تحت تأثير المخدرات أو الكحول بحيث لم تكن\تكوني قادرًا\ة على التصرف بشكل حر، أو إن تعرضت للتخدير أو كنت فاقدًا\ة لوعيك عند حدوث الأمر؛ إن تم تصويرك، بعلمك أو دون علمك، ثم وزِعَت الصور\الفيديوهات دون إرادتك أو علمك.

ثمة حالات يكون من الواضح أنها عنف جنسي، لكن هنالك حالات أخرى قد يكون فيها الأمر مُربكًا، ويستغرق الأمر وقتًا لفهم إنها كانت تنطوي على عنف جنسي بالفعل.

قد يكون المعتدي شخصًا غريبًا، لكنه غالبًا ما يكون شخصًا مألوفًا (من قريب أو من بعيد). هنالك أكثر من معتدٍ واحد أحيانًا. قد يحدث الأمر في أي مكان: في مكان عام، في العمل أو المدرسة، في أماكن الترفيه، لدى أقارب، أو في البيت.

 

ماذا لو لم أتذكر كل ما حدث أو لست متأكدًا\ة مما حدث بالضبط؟ 

ذاكرة مبهمة أو جزئية للأحداث هي ظاهرة شائعة ومألوفة، وهي آلية نفسية تهدف لحمايتنا عند التعرض لحدث صعب أو صادم. تعود الذاكرة أحيانًا مع مرور الوقت أو بعد الخضوع للعلاج المناسب، بينما تبقى متقطعة أو جزئية أحيانًا.

يمكنك التوجه لطلب المساعدة، حتى لو لم تكن\تكوني متأكدًا\ة تمامًا مما حدث، أو إن كنت تشك\ين بتعرضك لعنف جنسي.

 

إليك باقة من المعلومات التي من المهم معرفتها إن تعرضت لحادثة عنف جنسي في الأسبوع الأخير:

علاج طبي:

يمكنك تلقي العلاج الطبي في غرف العلاج المخصصة لضحايا العنف الجنسي (المعروفة باسم “الغرف الحادة”)، حيث يشمل العلاج تضميد الجروح وفحص الكدمات، إعطاء الأدوية للوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا، ومنع حدوث حمل عند الحاجة. تجمَع في الغرف الحادة أيضًا الأدلة لتقديم شكوى مستقبلية (ليس من الضروري تقديم شكوى أثناء العلاج). للمزيد من المعلومات عن الغرف الحادة، ومواقعها، إضغط\ي هنا.

دعم نفسي:

غالبًا ما يثير التعرض لعنف جنسي مشاعر قوية بالذنب والعار، بالإضافة إلى الميل للتستر وإخفاء الأمر في البداية. مهم تعرف\ي أننا هنا من أجلك – متطوعاتنا ومتطوعونا هنا من أجلك، دون إصدار الأحكام أو لومك على ما حدث. يُمكنك التوجه إلينا بشكل مجهول وسيسرنا الاستماع إليك دون الكشف عن هويتك ومرافقتك بالطريقة التي تُناسبك، مع اعتبار تام لاحتياجاتك ورغباتك*، دون أي التزام من جانبك. يمكنك قراءة المزيد هنا عن منظومة المساعدة لدينا.

يُمكنك بالطبع إخبار أحد أحبائك أيضًا، أو شخص تثق\ين به من مجال التعليم أو العلاج.

في جميع الأحوال، ورغم صعوبة الإفصاح، تُثبت خبرتنا أن الدعم مُهم في التعامل مع عواقب الإصابة.

جمع الأدلّة: 

في الساعات والأيام التي تلي الإصابة، وكل ما تنطوي عليه من صدمة وارتباك، يصعب التفكير بالمستقبل، بل يستحيل حتى تخيّل إمكانية تقديم شكوى. ينصَح مع ذلك الاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من الأدلة بعد الإصابة، حتى لو لم تُستخدم فورًا.

الأمور التي يهمّ الاحتفاظ بها: الملابس أو غيرها من الأشياء التي تحتوي على أدلة الحمض النووي كالسائل المنوي، الشعر، خلايا الجلد أو بصمات أصابع المعتدي؛ توثيق المكالمات والرسائل النصية والصوتية، قبل الإصابة وبعدها؛ توثيق طلب المساعدة – سواءً من شخص قريب أو مساعدة مهنية.

لجمع الأدلة التي بقيت على الجسم (كدمات، عينات الحمض النووي، إلخ) – يمكنك التوجه للغرفة الحادة، حتى أسبوع بعد الإصابة.

تقديم شكوى للشرطة:

من بين القرارات التي يمكنك اتخاذها بعد التعرض لاعتداء جنسي هو القرار بتقديم شكوى للشرطة، التي ستبدأ تحقيقًا ضد المعتدي. قد يكون تقديم الشكوى صعبًا ومعقدًا، عاطفيًا وعمليًا، ومن المهم لذلك أن تتخذ\ي القرار بجميع حيثياتها (تقديمها أن لا، متى، كيف، إلخ) بنفسك، ومن المفضل ألّا يشغلّ عليك أحد من محيطك أي ضغط.  

حتى لو قررت تقديم شكوى، قد يحتاجك بعض الوقت لاستجماع قوتك لبدء الإجراء. مهم تعرف\ي أن تقديم الشكوى هي حق، وليس هناك أي إلزام بالإبلاغ عن الإصابة الجنسية فور وقوعها. لتقديم الشكوى فور وقوع الإصابة إيجابيات معينة، كالقبض على المعتدي، في الحالات التي يُخشى فيها من استمرار حدوث الإصابة، بالإضافة إلى مزايا تتعلق بجمع الأدلة. من الضروري، في بعض الأحيان، معالجة الضرر واستجماع القوى لاجتياز الإجراء المُرهِق.  

مهم تعرف\ي أن مراكز المساعدة تقدم التوجيه والدعم، بدءًا من المراحل الأولية وحتى تقديم الشكوى، وطوال الإجراءات القانونية. للمزيد من المعلومات عن الإجراءات الجنائية، إضغط\ي هنا. للمزيد عن المعلومات عن المرافقة التي تقدمها المراكز، إضغط\ي هنا.

 

وماذا الآن؟ – عواقب التعرض لإصابة جنسية

كما الحال عند حدوث أي حدث صادم، يؤثر التعرض لعنف جنسي على كل شخص بشكل مختلف. من غير الممكن التنبؤ برد فعلنا الجسدي أو النفسي، وغالبًا ما تنعدم سيطرتنا على الأمر.  

قد تظهر في الأسابيع والأشهر التي تلي الاعتداء، أعراض ما بعد الصدمة، منها الصعوبة بتذكر ما حدث، صعوبة في النوم، الرغبة في الانعزال عمن حولنا، صعوبة في التعامل مع الأشخاص أو الأماكن أو الأشياء التي تذكرنا بالاعتداء، مشاعر صعبة تجاه أجسادنا، وتضعضع في التصور الذاتي والثقة بالنفس. قد تظهر هذه الأعراض أو لا – لا سيطرة لنا على الأمر.  

مهم تعرف\ي أن الصدمة لا تزول من تلقاء نفسها، وقد تظهر أعراض ما بعد الصدمة لفترة طويلة بعد الاعتداء. كما الأمر مع جرح جسدي يتطلب علاجًا، الصدمة الجنسية هي جرح نفسي ينبغي علاجه. عندما يحين الوقت الملائم لك لتلقي العلاج، يمكنك القراءة عن الخيارات المتاحة لك هنا.

 

نحن هنا من أجلك، بأي طريقة تناسبك.