كيف نتحدث مع الطفل في حال شككنا بتعرضه لإساءة جنسية؟

باختصار:

  1. عند الشك بتعرض طفلكم لإساءة جنسية، من المهم إدارة حوار مفتوح والامتناع عن توجيهه أو “جرّه في الحديث”. 
  2. من المهم الاستجابة بإصغاء ودعم – سيسهل هذا على مواجهة الإساءة. 
  3. من المهم قول الحقيقة والامتناع عن الوعد بأمور لن تنجحوا بتحقيقها
  4. يمكنكم استشارة مراكز المساعدة بشأن الرد بشكل إيجابي وبشأن الخطوات والإمكانيات التي بإمكانكم اتخاذها
كيف نتحدث مع الطفل في حال شككنا بتعرضه لإساءة جنسية؟

كيف نتحدث مع طفلنا إن شككنا بتعرضّه لإساءة جنسية؟

1 من كل 5 أطفال في إسرائيل معرض لخطر التعرض لإساءة نسية قبل بلوغ سن 18، ومن الصعب التفكير بتعرض طفل قريب منا لها. هذا طبيعي ومفهوم، لكن من المهم التحدث مع الطفل، عند نشوء مثل هذه المخاوف، بطريقة منفتحة ومحترمة وحساسة. 

طبيعة رد الفعل عند الكشف عن الإساءة، وفيما يلي، مهمة ويمكنها التأثير على التعامل مع الإساءة وعواقبها: استجابة داعمة ومصغية ستظهر للطفل أن هناك من يقف بجانبه\ا ويقدم له\ا الدعم والمساعدة. استجابة متلعثمة أو مترددة قد تؤدي إلى تعميق الضرر وزعزعة الثقة والانطواء  والانغلاق مع السر لسنوات عديدة أخرى. 

غالبًا ما يكشف الأطفال عن تعرضهم للإساءة على مراحل، وليس دفعةً واحدة. قد تشمل هذه المراحل “تجارب كشف” تهدف للتأكد من إمكانية الوثوق بالبالغين وكشف الأمر بأكمله. من المهم لذلك التعامل مع كل سؤال أو ملاحظة عن الأمر باحترام وإصغاء، وتذكيرهم دائمًا أنكم هنا من أجلهم، في كل موقف ودون أي شروط.

تحتوي هذه الصفحة على قواعد إرشادية للمحادثة عند الشك بحدوث إساءة، أو عند الكشف عن علامات قد تُشير إلى حدوثها.

يمكنكم\ن التوجه إلى مراكز المساعدة في أي مرحلة لتلقي الدعم والاستشارة.

 

خلفية: ليش ما بحكولنا؟

غالبًا ما يتجنب الأطفال الكشف عن تعرضهم لإساءة جنسية عند حدوثها. ينبع هذا من عوامل عاطفية وعائلية واجتماعية.

تشير الأبحاث والتجارب الميدانية إلى عدة أسباب رئيسية لصعوبة كشف الإساءة:

  • الشعور بالعار، الذنب، العجز والخوف من المُسيء
  • الرغبة بحماية المسيء – إن كان شخصًا قريبًا
  • الخوف من ردود الفعل لكشف السر – الخوف من الغضب والشعور بالذنب والتشكيك، والخوف من تفكك العائلة أو معاقبة المُسيء

هذا بالإضافة إلى أن نساء ورجالًا تعرضوا للإساءة في طفولتهم قالوا بأن لا أحد حاول سؤالهم عما حدث، على الرغم من وجود علامات تشير إلى أن أمرًا ما ليس على ما يرام.

 

كيف نتصرف أثناء محادثة نكتشف فيها معلومات تشير إلى إمكانية حدوث إساءة جنسية؟

  • تقوية الطفل ودعمه: من المهم تشجيع الطفل على التحدث والمشاركة.

“كثير مهم إنك عم تشاركني بالي صار.”

“أنا كثير مبسوطة إنك حكيتلي. مهم أعرف إذا في حدا خلاك تشعر هيك”.

  • أسئلة مفتوحة: إطرح\ي على الطفل أسئلة مفتوحة تُشجعه على تذكر الأمر بنفسه دون محاولة السيطرة على المحادثة أو توجيهها.

“في حدا بتصرف بطريقة بتخليك مش مرتاح؟”

“شو صار لما رحت مع فلان؟”

“كيف شعرتَ؟”

“لما تقول إنه x صار، شو قصدك؟”

  • بالتدريج وعلى مراحل: أتيحوا لهم التحدث بالوتيرة التي تلائمهم مع الاستعداد “للتوقف” أو العودة على الشرح مرة تلو الأخرى. من المهم منحهم الشعور بأنهم يسيطرون على الشرح، مجراه، ونطاقه. يؤدي الاعتداء الجنسي إلى الشعور بفقدان السيطرة. إن حاولتم تسريع الكشف ومراحله، قد يشعِرهم هذا بفقدان السيطرة مرة أخرى. 
  • دعم عاطفي مستقر: على الرد العاطفي أن يراعي حالة الطفل النفسية. علينا تجنب الرد باستخفاف، أو من رد شديد الذعر قد يمنحه الشعور بالخوف وانعدام الأمان – استجابات كهذه قد تُؤدي إلى الانغلاق والشعور بالذنب على الألم الذي سببه لنا. 
  • توضيح مسؤولية الإساءة: وضّحوا للطفل أن مسؤولية ما حدث تقع على المعتدي وأن لا ذنب له في ما حدث، وأن لا داعي للشعور بالذنب أو الخجل. 
  • مصادقة التجربة والمشاعر المتعلقة بالإساءة: ذكّروه بأن ما مر به ليس أمرًا طبيعيًا، وأن أي رد فعل أو استجابة للموقف منطقية وشرعية.

“معك حق، ما كان لازم يصير هيك”.

“بعرف إنه صعب عليك. طبيعي تحسّ هيك”.

  • أجيبوه بصدق: أجيبوا على أسئلته بصدق بشكل يتناسب مع عمره ومميزاته العاطفية والمعرفية.
  • امنحوه الحماية: من المهم إخبار الطفل، بشكل صريح وواضح، بأنه ليس وحيدًا في مواجهة المعتدي، وأن بإمكانه الوثوق بأنكم ستكونون إلى جانبه – سيخفف هذا عبء كتمان السر.

“الي صار مش تمام بالمرة ومنيح إنك حكيتلي. أنا رح أتصرف بالموضوع”

  • ما الذي يمكنكم القيام به لمساعدتهم؟ في إطار الوعد بأنكم هنا من أجله، من المهم سؤال الطفل مباشرةً عما كان سيُساعده الآن، وما الذي يُهمه أن يحدث الآن.

 

ما الذي يجب تجنبه؟

  • تجنبوا الاستجواب. حاولوا فهم المعلومات الأساسية لكن لا تُصرّوا على الحصول على تسلسل منطقي، أو السؤال عن ثغرات في القصة. قد يشعِر هذا الطفل أنه تحت هجوم ويضرّ بآليات الدفاع والمواجهة لديه. في حال قررتم بدء إجراءات قانونية، وتقديم شكوى أو بلاغ خارجي، قد يعتَبَر هذا التدخل عرقلة للإجراءات القانونية ما قد يُؤدي إلى إغلاق القضية.

    من المفضل عدم طرح أسئلة مثل “هذا صار ثلاث مرات أو أربع مرات؟”

  • لا تسمّوا مشاعر الطفل (“وجعك؟”)، (“شو حسيت؟”).
    لا تردّوا بطريقة اتهامية
    .

على سبيل المثال، تجنبوا أقوالًا مثل “شو عملت معه لحالك؟”; “قلتله إشي قبل الي صار؟”

  • لا تشككوا بما يقوله الطفل

على سبيل المثال، تجنبوا أقوالًا مثل “متأكدة إنه هذا الي صار؟”، “ممكن فهمت الإشي غلط؟”

  • لا تحكموا على الطريقة التي استجاب فيها الطفل للإصابة.

على سبيل المثال، امتنعوا عن أقوال مثل “ليش ما قلتله لأ؟”; “ليش ما حكيتلي قبل؟”

  • لا تَعِدوا بأمور لستم متأكدين من قدرتكم على الوفاء بها. رغم رغبتكم بأن تطمئنوا الطفل بأن كل شيء سيكون على ما يرام الآن، عليكم تجنب الوعود بشأن أمور ليست تحت سيطرتكم.

على سبيل المثال، من المفضل تجنب عبارات مثل “بوعدك إنه يروح ع السجن” أو “رح نتأكد إنه يطردوا الطالب الي تعدّى عليكي من المدرسة.”

 

متى وأين يمكنكم\ن إجراء المحادثة؟

من المفضل إيجاد وقت فراغ يتيح لكم أن تمنحوا الطفل كامل الانتباه والتركيز. من المفضل أيضًا إجراء المحادثة في بيئة هادئة تُتيح الخصوصية.

يحدث الكشف أحيانًا في لحظات مفاجئة وغير متوقعة. في مثل هذه الحالة، من المهم تخصيص الوقت للاستماع إلى القصة كاملةً. إذا لم يكن هناك خيار آخر، ولم يكن من الممكن إجراء محادثة هادئة، من المهم تشجيع الطفل على الكشف وتحديد موعد مُناسب للحديث عن الأمر مرة أخرى (على سبيل المثال: “الي حكيتلي اياه مش لطيف ومهم إنك جيتي تحكيلي عنه بس بدّي أسمع منك بتركيز. خليني أخلص الي بإيدي ومنقعد نحكي ع رَواق، بس أنا وإنت”).

 

من هو الشخص المناسب للتحدث مع الطفل؟

هذه القواعد العامة تلائم الوالدين، لكن كذلك أقرباء آخرين وطواقم تربوية أو علاجية وما شابه، شريطة وجود علاقة وثيقة ومستمرة مع الطفل.

تُظهر الدراسات أن الأطفال يختارون أحيانًا كشف الأمر لشخص بالغ خارج نطاق الأسرة، مثل والد\ة صديق، على سبيل المثال. قد تكون لهذا الاختيار أسبابٌ عدة، على سبيل المثال، عندما يكون المسيء فردًا من أفراد العائلة أو شخص قريب، أو محاولة “لحماية” الوالدين من الحزن أو الصعوبة.

 

هل يمكن ضمان السرية للطفل؟

لا، يجب تجنب الوعد بالسرية.

يطلب الأطفال أحيانًا عدم الكشف عن الإساءة لأي شخص، أو لأشخاص معينين، مثل الوالد الآخر أو المعلم. هذا الطلب طبيعي وهو ينبع من صعوبة كشف السر.

من المهم محاولة فهم سبب الخوف ومحاولة إيجاد الحلول معًا. على سبيل المثال، اختاروا من تخبرونه أولًا، أو إجراء محادثة مشتركة. اشرحوا أهمية مشاركة شخص معين، على سبيل المثال:

“لازم بابا يعرف عشان يقدر يساعدنا”، أو “عشان المعلمة تعرف إذا رح تواجه صعوبة في الصف”.

قد تنطوي بعض الحالات على واجب التبليغ للسلطات. من المهم في هذه الحالة إبلاغ الطفل بأن عليكم إبلاغ جهة خارجية لوقف الإساءة.

عامة، عليكم بذل ما في وسعكم لاحترام رغبة الطفل والتقدم بحسب الوتيرة التي تلائمه هو. في حال اضطررتم للتصرف بشكل مختلف، اشرحوا له السبب وما سيحدث الآن.

 

كيف نتعامل مع اتهامات من جانب الطفل؟

الكشف عن التعرض لإساءة جنسية يسمح بالتعبير عن مشاعر وعواطف تم دحضها أثناء كبت السر. قد يصاحَب هذا بتفاقم سلوك الطفل الذي قد يوجهّ غضبه واتهاماته نحو الوالدين (أو نحو شخصيات تربوية أو علاجية أخرى)، في أسئلة مثل “كيف مكنتش تعرف؟” و- “كيف ما لاحظت إنه عم بصير معي إشي؟”. قد يعبَرّ عن هذه الأسئلة في سلوكيات مختلفة دون أن تُطرح صراحةً.

هذا رد فعل طبيعي يُعبِّر أيضًا عن الثقة في قدرة البيت على احتواء المشاعر الصعبة. من المهم إفساح المجال لهذه المشاعر ووضع الحدود مع الكثير من الحب والدعم.

 

بعد الكشف: هل نعود للحديث عن الإساءة أم “نضعها جانبًا”؟

كما ذكرنا، الكشف عن التعرض للإساءة الجنسية هو عملية متعددة المراحل. حتى بعد الكشف عنها وتوقف الطفل عن ذكرها، يمكنكم المبادرة لفتح الموضوع معه لتوضحوا له أنكم ما زلتم عنوانًا للحديث والمشاركة. حتى لو لم يتطور هذا إلى محادثة شاملة، سيساعد هذا الطفلَ على فهم أن الإساءة ليست من ذنبه، وأن مشاعره تجاه ما مرّ به شرعية ومفهومة.

“مرقوا شهرين والحياة مستمرة، لكن رح أضلّ أفحص معك كيف انت من وقت لوقت”

“ما بدي الي صار يكون إشي ما منحكي عنه. الي صار ما كان لازم يصير وأنا مبسوطة إنك حكيتلي. وإنت مش مجبور تواجه الي صار لحالك”.

 

مرافقة مهنية في أعقاب الكشف عن حدوث إساءة جنسية

كشف التعرض لإساءة جنسية هو موقف صعب، للأطفال وكذلك لنا، البالغين. الكشف هو مرحلةً حرجةً، لكنه ليس سوى بداية عملية المواجهة التي قد تكون طويلةً ومعقدةً. في أي حالة يكشف فيها طفل عن تعرضه لإساءة جنسية ننصحكم باستشارة مختصين بشأن متابعة علاج ومواجهة الأمر وكذلك الحصول على الدعم والمساعدة النفسية للبالغين الذي يرافقون الحالة.

للحصول على مساعدة ودعم من مختص\ة يُمكنكم التواصل مع مراكز المساعدة على قنوات المساعدة المختلفة (الزر أدناه)، وكذلك التواصل مع المجلس الوطني لسلامة الطفل.

عادةً ما تكون الإساءة الجنسية حدثًا يسفر عن عدة ضحايا. لا تبقوا وحدكم معها.

آخر تحديث في: 18.06.2025